ترامب بمواجهة حلفائه الأوروبيين: الاعتراف بالدولة الفلسطينية "مكافأة لحماس"
Description
كما كان متوقعا رفض الرئيس الأمريكي اعترافات الدول الغربية بدولة فلسطين. وفي كلمته في افتتاح الدورة 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة تبنى الموقف الإسرائيلي القائل بأن تلك الاعترافات مكافأة كبيرة لحماس، التي اتهمها برفض وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن. واعتبر أن الدول باعترافها من جانب واحد بدولة فلسطينية تشجع على استمرار الصراع، وقال إنه كان عليها أن تتحد للمطالبة بإطلاق سراح الرهائن فورا. لكنه دعا بدوره إلى إنهاء الحرب في غزة ولم يقل كيف.
ولدى مقارنة خطاب دونالد ترامب أمس بخطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الاثنين وحتى بتصريحات رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يوم الأحد، يتبين الفارق الكبير في المقاربة. فالمسؤولان الأوروبيان عادا إلى جذور حل الدولتين في قرارات الشرعية الدولية، ليدعوا إلى إحياء هذا الخيار كأفضل أملا لإحلال السلام والأمن لجميع الأطراف.
ومع أن الزعماء الثلاثة يلتقون عند هدف إنهاء الحرب في غزة، إلا أن ترامب لم يقدم اي ملمح لخطة ذكر أنه كان سيعرضها أمس على ممثلي سبع دول عربية وإسلامية. لكن هذه الدول وكذلك السلطة الفلسطينية بدت منسجمه مع أطروحة الرئيس الفرنسي التي دعت إلى إطلاق الرهائن وإنهاء الحرب ومن ثم دخول الإسرائيليين والفلسطينيين في مفاوضات لتنفيذ حل الدولتين.
وكان ماكرون ستارمر ذكرا إسرائيل بالدعم الذي قدمته بريطانيا وفرنسا إليها منذ تأسيسها، وأوضحا أن الأهوال المتنامية في الحرب دفعتهما إلى العمل لإبقاء حل الدولتين ممكنا. كما حرصا على إبداء موقف صارم من حركة حماس، إذ قال ماكرون إنها هزمت عسكريا ويجب أن تهزم سياسيا، معتبرا ان الإدارة الانتقالية المقترحة بالتعاون مع السلطة الفلسطينية ستعمل من خلال بعثة استقرار دوليه على استكمال تفكيك حماس ونزع سلاحها.
اما ستارمر فأشار إلى أن حل الدولتين ليس مكافأة لحماس، لأنه يناقض رؤيتها تماما، كما يعني أنه لن يكون لها مستقبل أو دور في الحكم والأمن.
ومن الواضح أن الدول التي اعترفت بدولة فلسطين وضعت ذلك في إطار إنهاء الحرب من أجل السلام، وليس تشجيعا لاستمرار الصراع كما قال ترامب، الذي يرفض أي اعتراف أمريكي مماثل، لكنه لا يفصح عن أي خيار بديل يفضي إلى السلام.